Menu

أبطال ولكن زائفون

Ahlia University
ليس كل سارق يقبع خلف القضبان، فهناك لصوص تفتح لهم الأبواب على مصراعيها ويتم تمجيدهم وإعطاؤهم الجوائز، وأكثر الناس استلاباً لحقوقهم هم العرب والمسلمون الذين لم يعرفوا كيف يحافظون على حضارتهم وتاريخهم.
 
 
 
 

محمد السيد عبدالمنعم



يحدثونك عن مجرمي الحرب وهم يبكون متندربين ببشاعة جرائمهم وينسون ما اقترفت يداهم في مسلمي الأندلس ومحاكم التفتيش، يمجدون ماجلان ويصورنه بالمستكشف العظيم ويخفون أنه سرق الخرائط من الحضارة الإسلامية بالأندلس، وقام بقهر الجزر الأندونيسية ليحولها إلى الفلبين بعد أن قاموا بتنصير المسلمين هناك.
 
إذا نظرت إلى تاريخ الرجل الأبيض ستجد وراء الكثير من إنجازته.. تاريخاً للمسلمين والعرب.
 
فما لم يستطيعوا سرقته في كتب التاريخ.. تمت سرقته في أفلام هوليود، فتجد قصة سندريلاً تعود للأثر العربي وتجد في قصة علاء الدين تحريف لورع المسلمين ووصمهم باللصوص، وتجد في الخليفة الورع هارون الرشيد الذي كان يتخفى في الليل يتحسس أحوال الرعية حيث كان يحج عاماً ويغزو عاماً مثالاً للملك النهم الذي يغب في ملذات النساء.
 
أتعلم أن فيلم قراصنة الكاريبي «لعنة اللؤلؤة السوداء» الذي يحكي قصة القرصان جاك سبارو الذي كان يسعى لانقاذ إليزابيث من قبضة بربروساً، فكرته مقتبسة من أحد شخصيات التاريخ الإسلامي؟ وأن كابتن اللؤلؤة السوداء الذي صوروه على أنه مساعداً لجاك سبارو وأنه استولى على السفينة منه.. هي شخصية إسلامية حقيقية أنقذت 70 ألف من مسلمي الأندلس أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وأن هذا البطل المسلم كان السبب في تسيد الامبراطورية العثمانية للبحر المتوسط على مدار 300 عام؟
إنه القائد المسلم خيرالدين بربروسا وكان يلقب «أمير البحر المتوسط» حيث جاء ذكره في كتاب «100 من عظماء أمة الإسلام تأليف جهاد الترباني.
 
حارب كثيراً من أجل الإسلام هو وأخيه «عروج» حيث كان يلقبان بالأخوان «بربروسا» وقد أسندت إليهم مهمة شبه مستحيلة وهي الإبحار من أقصى شرق البحر المتوسط إلى أقصى غربه في الأندلس ومحاربة الأساطيل الصليبية.
 
وقد كان اسمهما يرعب الغزاة الصليبين في كل بحار الأرض، وظلوا على هذا المنوال حتى سقط «عروج» ولكن سقوطه أدى إلى استبسال أخيه خير الدين الذي وضع نصب عينيه الانتقام للمسملين وأخذ بثأر أخيه وثأرهم واتجه إلى بلاد المغرب يحررها فكانت تونس الأولى ثم تلتها الجزائر ثم جزر البليار الإسبانية.
 
وتعد أقوى انتصارات خير الدين في هزيمة أسطورة الصليبيين أندريا دوريا الذي وكلت إليه مهمة القضاء على القوات البحرية الإسلامية في البحر الأبيض المتوسط فقد حشد معه 600 سفينة حربية تحمل ما يقرب من ستين ألف جندي.
 


ولكن القوة ليست بالعدد والعدة قدر التخطيط السليم وتوفيق الله عز وجل فقد كان اسطول خير الدين يتكون من 122 سفينة فقط تحمل 22 ألف جندي ولكنهم كانوا يعملون معاً وكأنهم سفينة واحدة فقد كان خير الدين بارعاً في قيادة أسطوله عكس أندريا الذي كان أسطوله من بلدان عدة كانت تتناحر فيما بينها سابقاً، وأراد دوريا القضاء على خير الدين وأسطول الامبراطورية العثمانية سريعاً وغرته في ذلك كبر قواته وعدتها فقام بمهاجمة خير الدين مندفعاً ولكن خير الدين كان نظم سفنه بالشكل الأمثل فاستغل اندفاع الأسطول الصليبي نحو قواته وقام بمحاصرته واستبسل هو ومن معه وخلال 5 ساعات استطاع خير الدين والمجاهدين معه القضاء على ال600 سفينة حيث لم تقم لهم قائمة بعدها.
 
وقد كان خير الدين بربروسا مقاتلاً بارعا وإنساناً صالحا حيث كان يهتم بالفقراء ويوزع غنائمه عليهم منتظراً أجره من الله تعالى.
 
وترجع قصة اليد الواحدة الذي صوروه بها في أفلامهم إلى أخيه «عروج» الذي كانت لحيته حمراء ومات وهو يقاتل بيد واحدة بعد أن قطعت يده وهو يحارب الصليبيين، وعينيه حمراوين وهو ينظر للسماء منتظراً الشهادة ولكن دون أن يستسلم فقد أخذ يقاتل حتى آخر نفس.
 
علينا نحن العرب أن ننهض من جديد، وأن نهتم بتاريخنا الإسلامي وننقله إلى الجيل القادم فهم وقود المستقبل، فما أحوج أبنائنا أن يعلموا تاريخهم الصحيح ويفتخروا بعلمائهم ويتخذونهم قدوة.
 
فما أهم من العلم باباً للتقدم، وما أعظم مآثر التاريخ المحفزة والذي يجب أن يفتخر بها شبابنا بدلاً من أبطال السينما الزائفين.
 

 
 

close-link

Discover Our New programmes: Elevate Your Experience!

close-link